کد مطلب:240909 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129

ان کان شرا فشرا، و إن کان خیرا فخیرا
روی الشیخ الكلینی نسخة وصیة الإمام موسی بن جعفر علیهماالسلام التی فیها التنصیص علی خلافة الإمام الرضا علیه السلام و إمامته و إخراج بقیة إخوته منهم العباس بن موسی علیه السلام المعارض لأخیه الرضا و قد ذكرنا المعارضه بتمامها عند الكلمة الرضویة: «اخسأ عنا و عنهم الشیطان».، [1] و لم یكن المثل السائر: «إن كان شرا فشرا، و إن كان خیرا فخیرا»، مذكورا فی المعارضة علی روایة الصدوق و إنما هو مذكور فی روایة الكلینی طاب ثراهما مع ألفاظ أخری و إلیك نص المعارضة بنسخة الكافی:

قال أبوالحكم - بعد ذكر الوصیة التی لم نذكرها -: فحدثنی عبدالله بن آدم الجعفری عن یزید بن سلیط قال:

«كان أبوعمران الطلحی قاضی المدینة فلما مضی موسی قدمه [2] إخوته إلی الطلحی القاضی فقال العباس بن موسی: أصلحك الله و أمتع بك إن فی أسفل هذا الكتاب كنزا و جوهرا و یرید أن یحتجبه و یأخذه دوننا و لم یدع أبونا رحمه الله شیئا إلا ألجأه إلیه و تركنا عالة و لو لاأنی أكف نفسی لأخبرتك بشی ء علی رؤوس الملأ، فوثب إلیه إبراهیم بن محمد فقال: إذا و الله تخبر بمالا نقبله منك و لانصدقك علیه ثم تكون عندنا ملوما مدحورا، نعرفك بالكذب صغیرا و كیبرا و كان أبوك أعرف بك لو كان فیك خیرا [خیر] و إن كان أبوك لعارفا بك فی الظاهر و الباطن و ما كان لیأمنك علی تمرتین، ثم وثب إلیه إسحاق بن جعفر عمه، [3] فأخذ تبلبیبه فقال له: إنك لسفیه ضعیف أحمق أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك، و أعانه القوم أجمعون. فقال أبوعمران القاضی لعلی - علیه السلام -: قم یا أباالحسن حسبی ما لعنی أبوك الیوم و قد وسع لك أبوك و لا والله ما أحد أعرف بالولد من والده، و لاوالله ما كان أبوك عندنا



[ صفحه 119]



بمستخف فی عقله و لاضعیف فی رأیه

فقال العباس للقاضی: أصلحك الله فض الخاتم و اقرأ ماتحته، فقال أبوعمران: لاأفضه حسبی ما لغننی أبوك الیوم، [4] فقال العباس: فأنا أفضه، فقال ذلك إلیك، ففض العباس فإذا فیه إخراجهم و إقرار علی لها وحده و إدخاله [5] إیاهم فی ولایة علی إن أحبوا أوكرهوا و إخراجهم من حد الصدقة و غیرها و كان فتحه [6] علیهم بلاد و فضیحة و ذلة، و لعلی علیه السلام خیرة، و كان فی الوصیة التی فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود:

إبراهیم بن محمد، و إسحاق بن جعفر، و جعفر بن صالح، و سعید بن عمران، و أبرزوا وجه أم أحمد فی مجلس القاضی و ادعوا أنها لیست إیاها حتی كشفوا عنها و عرفوها، فقالت عند ذلك: قد و الله قال سیدی هذا: إنك ستؤخذین جبرا و تخرجین إلی المجالس، [7] فزجرها إسحاق بن جعفر و قال: اسكتی؛ فإن [عقول] النساء الی الضعف ما أظنه قال من هذا شیئا، ثم إن علیا علیه السلام التفت إلی العباس فقال:

یا أخی إنی اعلم أنه إنما حملكم علی هذه، الغرائم و الدیون التی علیكم، فانطلق یا سعید [8] فتعین لی ما علیهم، ثم اقض عنهم، و لا و الله لاأدع مواساتكم و بركم ما مشیت علی الأرض فقولوا ما شئتم فقال العباس: ما تعطینا إلا من فضول أموالنا و مالنا عندك أكثر، فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم، [9] فإن تحسنوا فذاك لكم عندالله، و إن تسیئوا فإن الله غفور رحیم و الله إنكم لتعرفون أنه مالی یومی هذا ولد، و لاوارث غیركم و لئن حبست شیئا مما تظنون أو ادخرته فإنه هو لكم و مرجعه إلیكم و الله ما ملكت منذ مضی أبوكم رضی الله عنه شیئا إلا و قد سیبته [10] حیث رأیتم

فوثب العباس فقال: و الله ما هو كذلك، و ما جعل الله لك من رأی علینا



[ صفحه 120]



و لكن حسد أبینا لنا و إرادته ما أراد مما لایسوغه الله إیاه و لاإیاك و إنك لتعرف أنی أعرف صفوان بن یحیی بیاع السابری بالكوفة و لئن سلمت لأغصصنه بریقه [11] و أنت معه، فقال علی علیه السلام:

لا حول و لاقوة إلا بالله العلی العظیم، أما أنی یا إخوتی فحریص علی مسرتكم الله یعلم، اللهم إن كنت تعلم أنی أحب صلاحهم و أنی باربهم و اصل لهم رفیق علیهم أعنی بأمورهم لیلا و نهارا فأجزنی به خیرا و إن كنت علی غیر ذلك فأنت علام الغیوب فأجزنی به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا، و إن كان خیرا فخیرا، اللهم أصلحهم و أصلح لهم و اخسأعنا و عنهم الشیطان و أعنهم علی طاعتك و وفقهم لرشدك، أما أنا یا أخی فحریص علی مسرتكم جاهد علی صلاحكم، و الله علی ما نقول وكیل، قال العباس: ما أعرفنی بلسانك و لیس لمسحاتك عندی طین. [12] فافترق القوم علی هذا و صلی الله علی محمد و آله. [13] .

إن كل ما ذكرناه خارج عن موضوع البحث و قوله علیه السلام: «إن كان شرا فشرا، و إن كان خیرا فخیرا» هو المقصود؛ و ذلك من الأمثال السائرة و قد ذكره المیدانی بلفظ: «الناس مجزیون بأعمالهم: إن خیرا فخیر، و إن شرا فشر». [14] .



[ صفحه 121]




[1] الهمزة مع الخاء.

[2] الرضا عليه السلام المقدم.

[3] في معجم رجال الحديث 43 - 42/3، التوثيق العالي له.

[4] لأن الكاظم عليه السلام قال في الوصية: «ليس لاحد أن يكشف وصيتي... فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله و غصبه...» الكافي 317:1.

[5] العباس.

[6] كتاب الوصية.

[7] انظر معجم رجال الحديث 173 - 172/23 ترجمة أم أحمد.

[8] لعله الخادم.

[9] بالكسر - للعين - فيهما، و في بعض النسخ [فالغرض غرضكم] علي ما في هامش الكافي 416:1.

[10] من السيب: الجري و الترك و منه السائبة.

[11] مثل سائر يقال في الخنق.

[12] مثل سائر يضرب لعدم التأثير و للخيبة.

[13] الكافي 319 - 317/1، و عيون اخبار الرضا 30 - 29/1 مع تغييرما.

[14] مجمع الأمثال 341:2، حرف النون. ذكرناه مع ما يمت إليه بصلة عند المثل الرضوي حرف الهمزة مع النون.